الكتاب -في طبعته الثانية- يقع في ثلاثة أجزاء، من القطع المتوسط الفاخر، وهو يأتي في إطار منشورات مركز الملك فيصل للبحوث والدراسات الإسلامية، ويعد رقم "51" في سلسلة تحقيق التراث التي يصدرها المركز.  ويجيء هذا الكتاب في إطار الجهود التي يقوم بها مركز الملك فيصل للبحوث والدراسات الإسلامية منذ تأسيسه عام 1403هـ، المتمثلة في العناية بالتراث العربي والإسلامي، والتعريف بنفائس المخطوطات الفريدة والنادرة، من خلال تكليف نُخبة من أفاضل المحققين المتمرسين والباحثين الجادين للقيام بمهام تحقيقها، وإعادة إحيائها وفق التقاليد العلمية الراسخة في مسارات التحقيق والتأليف والترجمة، ثم إصدار تلك المختارات الفريدة والنادرة في طبعات علمية أنيقة بعد أن تستوفي المطلوب شكلاً ومضموناً، ومن ثم أصبحت منشورات المركز من المراجع التراثية والتاريخية المهمة التي يحرص على اقتنائها نخبة المتخصصين والمهتمين، ويتطلّع إلى الإسهام فيها خيرة الباحثين والمحققين. وجاء في تصدير هذا الكتاب: أنه كتاب جمع بين عَلَمَيْن عظيمين من أعلام الأدب واللغة، وشاعرين كبيرين من أشهر شعراء العصر العباسي أبي الطيب المتنبي وأبي العلاء المعري، وقد ربط بينهما سحر العربية، وروعة نتاجها الشعري، فقامت الصلة بينهما، وما كان أحدهما معاصراً للآخر، ولكنه جمال الصياغة الشعرية، وحسن الأداء، وجاذبية التعبير، والارتفاع في سماء الشعر، فقد نظم المتنبي دُرَرَ الشعر في أسلاك أبياته، وأحَس المعري روعتها وجمالها برهافة حسه ودقة ذوقه، وعظيم خبرته، فأهوى إلى تلك الدرر يفسر معانيها، ويجلو غوامضها، ويبين جمالها ومحاسنها. ويفخر هذا الكتاب الذي هو بعض شعر أبي الطيب المتنبي بشرح أبي العلاء المعري وتفسيره ونقده وتحليله، حيث تركز الاهتمام بشكل رئيس على "اللامع" نفسه، "لذا رأينا أن الحديث عن حياة الشاعرين العظيمين: المتنبي والمعري هو من باب تحصيل الحاصل، وملء الصفحات، وتسويد الأوراق،  فآثرنا أن نورد حديثاً موجزاً مختصراً عن حياتهما يكون شمعة على الدرب وتذكرة لمن له لب، ولقد كتب عن حياة هذين الشاعرين كثير من الكتب والبحوث".